قد تنزع الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين

فقال حمزة: خذ جملك، والدنانير لك، فانصرف بجمله وبالدنانير" (?).

ونقل القصة عن الزبير ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة الفالي. وكان حمزة من أجواد العرب، وتوفّي - كما قال الزبير - في حياة عبد الملك بن مروان (86 هـ).

(?) القصة الثانية - وهي قريبة العهد من الأولى - رواها ابن قتيبة (276 هـ) بدون سند في كتابه عيون الأخبار (?)، فقال:

"باع أعرابي ناقة له من مالك بن أسماء، فلما صار الثمن في يده نظر إليها، فذرفت عيناه ثم قال:

وقد تنزع الحاجات يا أم معمر ... كرائم من رب بهن ضنين

فقال له مالك: خذ ناقتك، وقد سوّغتك الثمن".

المشتري في هذه القصة مالك بن أسماء بن خارجة الفزاري. كان هو وأبوه من أشراف أهل الكوفة، ولاّه الحجاج أصفهان وخوارزم، وكان متزوجًا بأخته هند بنت أسماء. وتوفّي نحو 100 هـ (?).

ويلاحظ أن في رواية البيت هنا (أم معمر) مكان (أم مالك) ولعل ذلك راجع إلى فطنة الأعرابي المذكور وحضور بديهته، فإنه لما رأى أن مشتري ناقته اسمه مالك، وهو يسمع ما يترنم به، استقبح أن يقول: "يا أم مالك" فاستبدل به

طور بواسطة نورين ميديا © 2015