أبو زيد الانصاري: "أهل الحجاز وهذيل، وأهل مكة والمدينة لا ينبرون، وقف عليها عيسى بن عمر، فقال: ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب النبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا. قال: وقال أبو عمر الهذلي: قد توضيت، فلم يهمز وحولها ياء، وكذلك ما أشبه هذا من باب الهمز"1.

وقال ابن منظور: "ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي بالمدينة، فهمز، فأنكر أهل المدينة عليه، وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن؟! "2.

كما قال ابن عبد البر في التمهيد: "قول من قال: نزل القرآن بلغة قريش، معناه عندي: في الأغلب؛ لأن لغة غير قريش موجودة في جميع القرآن، من تحقيق الهمزة ونحوها، وقريش لا تهمز"3.

وهذا كله معناه أن لهجة الحجازيين الأصلية، تسهيل الهمز. أما قول عيسى بن عمر الثقفي فيما تقدم: "فإذا اضطروا نبروا"، فيمكن أن يكون معناه أن الحجازيين، إذا اصطنعوا اللغة المشتركة، أي اللغة العربية الفصحى، حققوا الهمز، كما يمكن أن يكون عيسى بن عمر قد قصد بذلك، الهمزة التي توجد في أول كلمة.

ولذلك يعد الجواليقي "المتوفى سنة 539هـ" سقوط الهمز من أول الكلمة، على ألسنة الناس في عصره، من اللحن، فقد روي لنا مثلا أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015