الناس كانوا يسقطون همزة "أبو" في كلامهم، فقال: "وهو أبو رياح، لهذا الذي يلعب به الصبيان وتديره الريح، ولا تقل: بُرْياح. وكذلك يقولون للقرد: بُوزَنَّة، وإنما هو: أبو زَنَّة، وهي كنيته".

ولا تزال هذه الظاهرة شائعة في تونس والجزائر مثلا، في قولهم: "بومدين" و"بوتفليقة"، و"جميلة بوحريد". وكان لنا زميل تونسي بجامعة ميونخ اسمه: "عثمان بوغانمي". كما تشيع هذه الظاهرة في بعض الأسماء في الجزيرة العربية، مثل: "باحسين" و"باخشوين" و"باكلا" و"بابطين".

ولسنا نريد هنا الإكثار من الأمثلة، التي تدل على مذهبنا، في أن كثيرا من الظواهر اللهجية المعاصرة في العربية، ليست إلا امتدادا لشيء من القديم. ويكفي أن نذكّر هنا بكشكشة ربيعة، التي تشيع في بلاد الخليج العربي، وبعض قرى مصر، وكسكسة هوزان، التي تشيع في كثير من بلاد نجد، وإبدال بني تميم الجيم ياء، وامتداد ذلك في جنوبي العراق وبلدان الخليج، في مثل: مسيد، ودياي، وريال، بدلا من: مسجد، ودجاج، ورجل ...

وغير ذلك كثير كثير ... يحتاج بحثه واستقصاؤه إلى شيء من الصبر، وكثير من الجهد ... الصبر على قراءة المطولات من أمهات كتب العربية، والجهد في التقصي والتتبع والتفسير ... والله الموفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015