حرف شديد مستثقل، يخرج من أقصى الحلق؛ إذ كان أدخل الحروف في الحلق، فاستثقل النطق به؛ إذ كان إخراجه كالتهوّع، فلذلك الاستثقال ساغ فيه التخفيف، وهو لغة قريش، وأكثر أهل الحجاز، وهو نوع استحسان لثقل الهمزة، والتحقيق لغة تميم وقيس"1.
ولهذا السبب لم يبق هذا الصوت على حاله، في كثير من اللغات السامية، منذ زمن قديم، ولم يكن العرب على سواء في معاملة هذا الصوت، في العصر الجاهلي، فلم يكن ينطق به على صورته الأصلية إلا القبائل النجدية، وبخاصة تميم وقيس. ويسمى اللغويون العرب نطقهم هذا: بتحقيق الهمز، كما رأينا في نص ابن يعيش السابق.
وقد تبنت العربية الفصحى لغة القرآن الكريم، هذا التحيقق للهمز، وسارت فيه على الأصل إلا في كلمات قليلة اقترضتها من اللغة القرشية2.
أما القبائل الحجازية3، وعلى رأسها قبيلة قريش، فإنها كانت تسقط الهمزة من نطقها، في غير أول الكلمة، في غالب الأحيان4، قال