وقد بقيت هذه الظاهرة، شائعة -كما قلنا- في كثير من اللهجات العربية الحديثة. وهي امتداد للأصل السامي واللهجات العربية القديمة، بلا شك.

ومن الظواهر اللغوية الشائعة في اللهجات المعاصرة، وهي امتداد للقديم كذلك: ظاهرة سقوط الهمزة، في غير أول الكلمة كثيرا، مثل قولنا في لهجات الخطاب: بير، وياكل، وراس، ويملا، ويقرا، وريّس، وخطيّة، ورُوس، وفوس، وعَباية، ومِلاية، ويودي، وجِينا، ومروة، ونحو ذلك، بدلا من بئر، ويأكل، ورأس، ويملأ، ويقرأ، ورئيس، وخطيئة، ورءوس، وفئوس، وعباءة، وملاءة، ويؤدي، وجئنا، ومروءة، وغير ذلك في العربية الفصحى.

كما يقع الهمز من أوائل بعض كلمات العامية، في حالات قليلة، مثل: سنان، في أسنان، وسبوع، في: أسبوع، وإيه اللي صابك؟ في: أصابك، وبراهيم، وسماعين، في: إبراهيم وإسماعيل، ويوم الحد، في: يوم الأحد، وغير ذلك.

وليست هذه الظاهرة في اللهجات المعاصرة، إلا امتدادا لما كان عند الحجازيين القدماء، في نطقهم لهذه الكلمات وأمثالها.

ومع أن هذا الصوت أصيل في اللغات السامية، فإن الجهد العضلي الذي يتطلبه في نطقه، أدى إلى ضياعه في كثير من اللغات السامية، واللهجات الحجازية القديمة في العربية، قال ابن يعيش: "اعلم أن الهمزة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015