كذلك، عن قبيلة "بلحارث بن كعب"1، وقبيلة "أزد شنوءة"2، وهما من القبائل اليمنية، التي تمت لأصل قبيلة طيئ بصلة3.

وقد عرفنا من قبل4 أن مقارنة اللغات السامية أخوات العربية، وهي: العبرية والآرامية والحبشية والأكادية، تدل على أن الأصل في تلك اللغات، أن يلحق الفعل علامة التثنية والجمع، للفاعل المثنى والمجموع، كما تلحقه علامة التأنيث، عندما يكون الفاعل مؤنثا، سواء بسواء.

كما ذكرنا من قبل أيضا أن هذه اللغة هي التي تعرف عند علماء النحو باسم "لغة أكلوني البراغيث". ويبدو أنها كانت شائعة كذلك في عصر الحريري "المتوفى سنة 516هـ" الذي عدها من اللحن5، ورد عليه الشهاب الخفاجي، فقال: "وليس الأمر كما ذكره، فإن هذه لغة قوم، من العرب، يجعلون الألف والواو، حرفي علامة للتثنية والجمع، والاسم الظاهر فاعلا، وتعرف بين النحاة بلغة: أكلوني البراغيث؛ لأنه مثالها الذي اشتهرت به، وهي لغة طيئ، كما قاله الزمخشري. وقد وقع منها في الآيات، والأحاديث، وكلام الفصحاء ما لا يحصى"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015