روسيا والصين
فالخوف كل الخوف من تدخل روسيا والصين في حماية النظام السوري عبر تصدير الأسلحة أو أي دعم لوجستي، فحتى تبقى الثورة المسلحة في تصاعد يجب أن يكون النظام السوري مقطوعا عن العالم، وهذا معناه أننا نحتاج إلى تسريع وتوسيع العقوبات الدولية على النظام السوري.
وسيأتي الكلام عن هذه النقطة مرة أخرى، ولكن ننبه هنا إلى أهمية المساعي الدبلوماسية للمعارضة السورية في التفاوض المباشر مع الصين وروسيا لمنع وصول هذا الدعم، أو إثارة الرأي العام العالمي تجاه الدعم الروسي والصيني للدول القمعية.
دول الجوار ودورها في دعم الثورة المسلحة
لبنان
ثم نأتي لدور الجوار التي من المتوقع أن يكون لها دور في الثورة المسلحة. فأما لبنان فستكون مهدا لصراع بين تيارين: الأول يؤيد النظام السوري وهو النظام الحاكم المتمثل في تيار السنة المعادي لتيار الحريري وتيار حزب الله ثم بعض الميلشيات المسيحية وأخيرا الدروز بقيادة وليد جنبلاط، والتيار الثاني المؤيد للثورة وهو تيار الحريري (على استحياء) ثم تيار الميلشيات المسيحية المعادية للنظام السوري وأخيرا التنظيمات الإسلامية المختلفة وترتيب التيارات على حسب قوة تأثيرها إقليميا.
لبنان ستكون أهم الدول التي يجب أن تُعطى اهتماما خاصا من مؤيدي الثورة المسلحة، لأنها ستكون معبر الأسلحة للثوار بصورة كبيرة، ومن خلال بعض المعلومات التي استقيتها ممن أقاموا في لبنان وعلى الحدود مع سوريا يمكنننا التنبؤ بدعم لوجستي عملاق إذا تم التخطيط له وتمويله بصورة جيدة.
الأردن
يلي لبنان في الأهمية: الأردن، فبين النظام الأردني والسوري ما صنع الحداد، وقد يتساهل النظام الأردني كثيرا في تهريب الأسلحة لسوريا، ولكن لن يغيب عن بالنا أن النظام الأردني يحتاج إلى الضوء الأخضر من الدول العظمى والإقليمية، ويكفيها ضوء أخضر بسيط من أمريكا، وبعض الإشارات من النظام السعودي أو بعض دول الخليج لتمرير الأسلحة وستكون الطريق سهلة مثل طريق لبنان.
تركيا
ويلي الأردن: تركيا، وتأتي صعوبة تمرير الأسلحة من هناك لأمرين، الأول: أن النظام التركي يصعب التنبؤ بمصالحه حتى وإن كان حزب الرفاه ذي الصبغة الإسلامية هو المتحكم في مقاليد الأمور، ضرورة أن حزب الرفاه وأردوغان نفسه جربناه في الثورة الليبية فوجدنا غير مستعد للمغامرة الكاملة مع الثورات العربية، شأنه شأن حرب إسرائيل على غزة حيث كانت مواقفه القوية دبلوماسية في أروقة المؤتمرات لا في ميادين الحروب وغمار المواجهات. ثم إن النظام التركي لن يغامر بتسريب الأسلحة