في الحقيقة لا نحتاج إلى شرارة جديدة لإشعال الثورة المسلحة في سوريا، فالمذابح التي حصلت كافية لحشد الشعب كله ضد النظام السوري البعثي، كما أن وجود منشقين عسكريين في كل مدينة وبلدة كاف في تكوين الشرارة الأولى للمقاتلين ضد النظام، والمعلومات الأولية أن هناك مجاهدون مستعدون لهذه الخطوة بالفعل، يبقى أن نقول: إن البداية للثورة المسلحة تكون بعملية كبيرة منظمة تقوم بها مجموعة مسلحة صغيرة كانت أو كبيرة وتعلن للعالم بداية الثورة المسلحة ضد النظام السوري، حتى إذا تكررت العمليات وتكثفت، فالخيار الأول أن ينحاز الثوار لمدينة أو بلدة حصينة لتكون مأوى ونواة للثوار وللثورة المسلحة.

واحتمالات حصول ضربات جوية ضعيفة فيما أظن، لأن هذا الهجوم الجوي على الثوار سيستدعي حظرا جويا شبيها بالحظر الجوي على كتائب القذافي بأقصى سرعة، وسيسعى النظام الثوري لتحييد المجتمع الدولي قدر الإمكان، وأغلب الظن أنه سيقوم بحصار بري لهذه المدينة

لذلك يفضل أن يكون ملاذ الثوار حدوديا، جبليا، أو في الأحراش والغابات (لو وجدت).

وفي حالة حصول الهجمات الجوية فينبغي أن يكون للثوار قدرات على تفريق قواتها بأقصى سرعة، وهذه التكتيك متروك للعسكريين المتخصصين.

والخيار الثاني ألا يكون للثوار ملاذ محدد، وأن ينتشروا في كل البقاع السورية وأن يتحركوا في كل غوطاتها لتشتيت قوات الشبيحة والجيش البعثي العلوي، ولا بد أن تبدأ العمليات الاستشهادية ضد قوات الجيش البعثي والتي ستقلب موازين القوى بدرجة حادة يصعب على النظام أن يتماسك تجاهها، ومِن ثَمَّ فيجب أن تكون العمليات الاستشهادية نوعية تطال الجيش البعثي وقواعده العسكرية ومناطق تجمعه.

ومع تسارع العمليات النوعية ومنها الاستشهادية تكون شرار الثورة المسلحة قد أثمرت في قدح الزناد وإشعال المنطقة بأسرها نحو خيار الثورة السورية المسلحة.

المتغيرات الدولية وتأثيرها على مسيرة الثورات

إن النظام الدولي انتصر للثورة الليبية مع أنها كانت مسلحة، ومن قبل أيد الجهاد الأفغاني مع أنه كان إسلاميا صرفا، وهو مستعد للقضاء على أي عدو أخطر بالتحالف مع من هو أقل خطرا.

وينبغي أن نستغل هذه المتغيرات في تكوين الحلفاء الذين من شأنهم أن يساعدوا في إنجاح الثورة السورية ولو بطريق غير مباشر.

فالتيار الإسلامي في سوريا ليس قويا بالدرجة الكافية ليكون مخيفا للنظام الدولي، فتصدره للمشهد لن يكون مخيفا للغربيين بذات الدرجة التي كانت في المشهد الليبي.

نعم، يتوجس حلفاء الكيان الصهيوني من تصاعد نجم الإسلاميين في هذه الثورة مما ينبيء بمستقبل مريب للكيان الصهيوني في حال تسنم الإسلاميين لسدة الحكم السوري.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015