ضرورة تسليح الثورة السورية

رضا أحمد الصمدي

مَن قَضوا في الثورة السورية لم يوصوا مَن بعدهم أن يلتزموا السلمية في ثورتهم، ولا تواصى الجماهير على ذلك فيما بينهم، وإنما هو شيء ارتآه بعد المتصدّرين للمشهد وأعانه عليه قوم آخرون من زُمَر المجلس الوطني غير المستعدين لقيادة ثورة مسلحة لها تبعات ومسئوليات وتضحيات، وإنما يريدون غنيمة باردة لا يبذلون فيها نقيرا ولا قطميرا!

ليست هناك حجة ولا منطق ولا مبرر لاستمرار الثورة السلمية

والمتابع لكل مراحل الثورة السورية لا يجد أي مبرر لجعلها ثورة سلمية، فالثورة الليبية ابتدأت الجهاد المسلح بعد مجزرة أو مجزرتين! والثورة اليمنية صعّدت وتيرة عنفها حتى وصلت إلى حد محاولة بعض أنصارها (المخفيين) اغتيال الرئيس علي صالح نفسه، فهل بقي من عذر للثورة السورية أن ترفع راية بيضاء أمام جلاديها وسفاحيها؟!

وإن تعجب فاعجب من أصوات السلميين الذين يطالبون بمحاكمة الرؤساء والقتلة بعد نجاح الثورة! وهل سيسمح السفاحون لنا أن نحاكمهم إذا أعلنا عن هذا المقصد في ثورتنا السلمية؟ حال كون المحاكمات القضائية غالبا ما تحكم بمؤبدات على جرائم القتل وربما بالإعدام إذا كانت جرائم إبادة كما يحصل في سوريا واليمن.

حجة الثوار السلميين في فضح النظام عن طريق سلمية الثورة

لو احتج السلميون بأنهم لا يريدون أن يكون للنظام حجة في ادعاءاته وجود إرهابيين ومسلحين في صفوف المتظاهرين، وأنه يسمح بالثورات السلمية، والمقصود فضح النظام وبيان كذبه!

فهذه الحجة سرعان ما يتبين وهاؤها حين نرى استمرار قمع النظام لكل صور المظاهرات السلمية التي يخرج فيها العزّل والنساء والأطفال والشيوخ، بل سرعان ما نتيقن مراوغة النظام حين نراه يقتل الأبرياء في بيوتهم ولمّا يخرجون في أي مظاهرة، فأي مراعاة لخاطر النظام الجائر البائد أو للنظام الدولي الذي لا يريد أنه يرى أي إرهابيين أو إسلاميين أو متطرفين متسلقين لهذه الثورات المباركة سيكون استخفافا بالثورة نفسها وتعريضا لأرواح الأبرياء لكل المخاطر مقابل مراعاة صورة الثورة أمام أنظمة باتت تستمع بالمشهد المأساوي ولا تقيم للوقت أي قيمة خاصة إذا كان كل ثانية تمر معناه: قتيل يقع في ساحة الجهاد الأكبر.

شرارة الثورة المسلحة

ودور العمليات الاستشهادية ضد قوات الجيش البعثي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015