ودخلها السكونُ بعد أن ذهب فيها حكم الهمز. وإذا قيل إن موسى فُعْلَى. فإن جُعل أصله (?) الهمز وافق فُعْلَى من مَأسَ بين القوم إذا أفسد بينهم. قال الأفوَهُ (?):
إما تَرَىْ رأسيَ أَزْرَى به ... مأْسُ زمان ذي انتكاس مَؤُوْسْ
ويجوز أن يكون فَعلَى من ماسَ يَمِيسُ فقُلبت الياءُ واوًا للضمّة كما قالوا الكُوْسَى (?) من الكيس. ولو بَنوا فُعلى من قولهم هذا أعيشُ من هذا وأغيظ منه لقالوا العُوشى والغُوظَى. فإذا سمعتُ ذلك منهما قلتُ لله دَرّ كما! لم أكن أحسب أن الملائكة تنطِق بمثل هذا الكلام وتعرف أحكام العربية. فإن غُشيَ عَليَّ من الخيفة ثم أفقتُ وقد أشار إليّ بالإرزَبَّة (?) قلت تثبّتَا رحمكما الله كيف تصغّران الإرزبّة [5] وتجمعانها جمعَ تكسير؟ فإن قالا أُرَيزبَّة وأرازبُّ بالتشديد. قلتُ: هذا وهمٌ إنما ينبغي أن يقال أرَيزِبَةٌ وأرازبُ بالتخفيف. فإن قالا كيف قالوا علانيّ فشددوا كما قال القريعيّ (?):
وذي نجواتٍ طامحِ الطَرْفِ جاوبت ... حوالي فلوّى من علابيّه مرى (?)
قلت ليس الياء كغيرها من الحروف. فإنَّها وإن لحقها التشديد ففيها عُنصر من اللِين. فإن قالا: أليس قد زعم صاحبكم عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه أن الياء إذا شُددت ذهب منها اللين وأجاز في القوافي ظبأ مع ظي (?)، قلت: وقد زعم (?) ذلك إلَّا أن السماع عن العرب لم يأت فيه نحوُ ما قال إلَّا أن يكون نادرًا قليلًا. فهذا عجبتُ مما قالاه أظهرا لي تهاونًا بما يعلمه بنو آدم. وقالا لو جُمع ما علمه أهل الأرض على