وما رَغبتي في كوني كبعض الكِرْوان (?) تكلم في خطب جَرَى، والظليم يسمع وَيرَى. فقال الأخفش أو الفَرّا: أطْرق كَرا! إن النعامةَ في القُرى (?). وحَقُّ مثلي أن لا يُسأَل. فإن سُئِلَ تعيَّنَ عليه أن لا يجيب. فإن أجاب ففرضَّ على السامع أن لا يَسْمَعَ منه، فإن خالفَ باستماعه ففريضةٌ أن لا يكتُبَ ما يقول. فإن كتبه فواجبٌ أن لا ينظر فيه. فإن نظر فقد خَبَط خَبط عَشْوَاءَ. وقد بلغتُ سِنَّ الأشياخ. وما حارَ (?) بيدي نفعٌ من هذا الهَذَيانِ. والظَعْنُ إلى الآخرة قريب. افتَراني أُدافع مَلك الموت فأقول:
أصل مَلَكٍ مألكٌ وإنما أُخذ من الأُلوكة وهو الرسالة ثم قُلِبَ ويَدُلّنا على ذلك ... [1] قولهم في الجمع الملائكة لأن المجموع تَرُدّ الأشياءَ إلى أُصولها، وأُنْشِدُ قول الشاعر (?):
فلستَ لإنسيٍّ ولكنْ لَملأَكٍ ... تَنزَّلَ من جَوَّ السماء يَصُوبُ
فيُعجبه ما سمع فيُنْظرني ساعة لاشتغاله بما قلتُ. فإذا همَّ بالقبض قلت وزن مَلَكَ على هذا مَعل لأن الميم زائدة. وإذا كان الملك من الألوكة فهو مقلوبٌ من ألك إلى لأك. والقلب في الهمز وهمز العلّة معروف عند أهل المقاييس. فأما جَبذَ