وصِدْق الشَعَر في المَفْرِق، يوجب صدق الإنسان الفَرِقِ (?). وكون الحالية بلا خُرُص (?)، أجملُ بها من التخرُّص. وقيام النادبة بالمنَادب (?)، أحسنُ بالرجل من القول الكاذب (?). وهو أدام الله الجمال به يلزمه البحثُ عن غوامض الأشياء لأنه يُعتَمَد بسؤال رائحٍ وغادٍ، وحاضِرٍ يرجو الفائدَة وبادٍ. فلا غَرْوَ أن كشَفَ عن حقائق التصريف، واحتجّ للتنكير والتعريف. وتكلَّم على هَمْزٍ وإدغام، وأزال الشُبَه عن صُدور الطَغام. فأما أنا فحِلسُ البيت، إن لم أكن المَيتَ فشبيهٌ بالميت. لو أعرضتِ الأغربةُ عن النَعيب، إعراضي عن الأدب والأديب. لأصبحت لا تُحِسُّ نعيبًا (?)، ولا يُطيق هَرِمُها زعيبًا. ولمّا وافى شيخُنا أبو فلان بتلك المسائل ألفيتُها في اللذّة كأنها الراح، يَستَفزُّ مَنْ سَمِعَها المِراحُ. وكانت الصهباءَ الجُرجانيّة طَرَقَ بها عميدُ كَفر، بعد ميل الجوزاء وسقوط الغَفْر (?) وكان على يجباها (?) جلب الينا الشمس وإياها. فلما جُليَتِ الهَدِيُّ ذكرتُ ما قال الأسدي:
فقلت اصطبِحْها أو لغيري فأهْدِها ... فما أنا بعد الشيب، ويبك (?)! والخمر
تجاللتُ (?) عنها في السنين التي مضت ... فكيف التصابي بعد ما كلَّا العُمر (?)