قليله. ومنها المبادئ الخاصة بالبراءة الأصلية التي أساسها قوله تعالى {خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29] (البقرة / 29) ، ومنها: الأصل في الأشياء الإباحة والأصل في الإنسان البراءة، وما يثبت باليقين لا يزول بالشك. . إلى غير ذلك من المبادئ التشريعية التي هي دستور الأحكام الشرعية)) (?) .
ولقد يبدو هذا التقرير المرتكز على نصوص من القرآن والسنة واضح المعاني فيما تدل عليه من يسر وسماحة وتخفيف ورفع حرج عن الحياة الإنسانية، وما توجه إليه المسلمين من طلب رعاية ذلك في كافة شئونهم، لكن الموازي لهذه الملحوظة المستدعي لتقرير هذا الواضح أن فئاما من شباب الإسلام المنتسبين للعلم أو للدعوة، أو المتحركين بغيرة إيمانية، ربما بسبب خلل في فقههم الشرعي، أو انفعال مفعم بضواغط العصر ومكر أهل الكيد للإسلام فيه، أو لتربية غير سوية، أو لغير ذلك من الأسباب - أنهم - انطبعوا في أحكامهم على الناس والواقع، وفي نظرتهم للأشياء، وفي تعاملهم بطابع مناقض لتلك السمة متسم بالغلظة وسوء الظن، ومقت الناس لعدم تحققهم بالصور المثالية التي يتراءونها والدعوة إلى بناء العلاقات، والتعامل على الرفض والمباعدة والتوجس من الآخرين، ثم هم يسعون لدعم مواقفهم ورؤاهم بما يوهم أنها منهج الإسلام وشريعته، مما يقتضي إيضاح الصورة السليمة، وتأكيد طابع الإسلام الحقيقي في هذا المجال.
ولكن ينبغي أن نؤكد هنا - حتى لا يشتط بنا هذا التطرف إلى تطرف مقابل - أن يسر الشريعة ورفعها للحرج لا يعني مباركة الواقع في كل تحولاته وفي مفاسده، كلا فالإسلام بناء عقدي وقيمي وتشريعي متميز