وقال بسر بن عبد الله الحضرمي "إن كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه"1.
وقال عامر الشعبي سيد التابعين "لم يكن أحد من أصحاب عبد الله، أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق"2.
وخرج عامر الشعبي إلى مكة في ثلاثة أحاديث ذكرت له على أمل أن يلقى أحد الصحابة هناك فيسأله عنها3.
وحدث الشعبي رجلا بحديث ثم قال له "أعطيناكها بغير شيء قد كان يركب فيما دونها إلى المدينة"4.
وعن أبي العالية الرياحي قال، كنا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نرض حتى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم5.
ففي جيل التابعين يبرز عامل جديد يحفز طلاب الحديث إلى الرحلة، ذلك هو طلب الإسناد العالي، فهو أخصر طرق الحديث المتصلة.
فبدل أن يأخذ التابعي عن تابعي أخذ بدوره الحديث عن صحابي، يرحل إلى ذلك الصحابي فيروي الحديث عنه مباشرة. وقد كان لظهور الوضع