فأكرمهم، وعلم بمقتل صاحب مصر، فقصد الشام، فوقعت بينه وبين السلطان الوقعةُ العظمى بوادي الخزندار، ولاحت لوائحُ النصر، ثم انكسرت ميمنةُ المسلمين، وسار السلطان على ناحية البقاع، واستولى [عليها] قازان، ودخل التتار دمشق، ووقع القتل والنهب والحريق، وصادروا، ووقع أمور يطول شرحها. ثم ترحَّل، وجعل نائبه بدمشق قبجق، ومعه بكتمر، ودخل السلطان مصر على [...] شاه [...] أخذ أموالهم وخيلهم ورمحهم، ففتح بيوت المال، وأنفق ما لم يُسمع مثلُه، ثم توجه عسكر الشام مع سلاَّر، فبادر إلى خدمته قبجق، وبكتمر، والدلجي، فصفح عنهم السلطان، وأعطى قبجق الشوبك.
وفيها: مات علم الدين سنجر، ونائب طرابلس سيف الدين.
وفي سنة سبع مئة: كانت الأراجيف بالتتار، ووصلوا إلى حلب، ثم رجع بعد أن هلك منهم خلائق من البرد.
وفيها: توفي الأمير عز الدين أيدمر.
وفي سنة إحدى وسبع مئة: توفي أمير المؤمنين الحاكمُ بأمر الله، وكانت خلافته أربعين سنة وأشهراً، وقد عهد بالخلافة إلى ولده المستكفي بالله.
وفي سنة اثنتين: رجع التتار، وخرج السلطان من مصر، ووقعت وقعة بين التتار والمسلمين، وكان عليهم أستدمر، وغزلوا [...] وبها، ونصر الله المسلمين، ثم دخل دمشق عسكر من المصريين، ثم عسكر آخر، وتجمعت العسكر بمِزَّة دمشق، ووصلت التتار [...]، ووصل السلطان للغور، واشتد الخطب، ثم جاء الخبر