وفيها: مات الملك الناصر داود بن المعظم صاحب الكرك، وله ثلاث وخمسون سنة، والوزير مؤيد الدين بنُ العلقمي الرافضي الذي عامل هولاكو، والعلامة أستدار الخلافة محيي الدين يوسف بن الجوزي، وملك الأمراءُ ركنَ الدين الدويدار المستنصري.
وفي سنة سبع وخمسين: نزل هولاكو على آمد، واشتدت الأراجيف بالتتار لأخذه الشام، فقبض الأمير قطز على ابن أستاذه الملك المنصور، وتسلطن، ولُقَب بالملك المظفر، وفي آخر العام نازلت التتار حلب، ومات صاحبُ الموصل الملك الرحيم بدرُ الدين لؤلؤ.
وفي سنة ثمان وخمسين: أخذ هولاكو حلب، فقتل ونهب وسبى، ثم أخذ حماة ودمشق، وهرب الناصر من دمشق، ثم نابلس وغيرها، ثم إن السلطان سلم نفسه، فأخذوه إلى هولاكو، فأكرمه، ثم جاء عسكرُ مصر، فوقع المصافُّ في عين جالوت من أرض بيسان، فنصر الله دينه، وانهزم التتار، وقُتل مقدمهم، ثم قتل النصارى بدمشق، وساق الأمير ركن الدين بيبرس وراء التتار إلى حلب، وطمع أن تكون له؛ فإن الملك المظفرَ وغيرَه بها، ثم رجع، ووقع إضمارُ الشر بينه وبين الملك المظفر، وتعامل بيبرس وجماعة الأمراء، ثم قتلوه بالغزالي، وتسلطن بيبرس، وسموه: الملك الظاهر، وكان على نيابة الشام علمُ الدين الحلبي، فحلف الأمراء لنفسه، وتلقب بالملك المجاهد.
وفيها: توفي الملك المعظم الذي كان نائب حلب، وهو آخر أولاد صلاح الدين، وقُتل الملك السعيد حسن صاحبُ الصبية، وقُتل الملك