الملك المعز، فلم يتم قتال، وكان فارس الدين أمطايا عاملاً على السلطنة، واشتراه الملك الصالح بألف دينار، وتزوج بابنة صاحب حماة، فقال للمعز: أخلِ لي قلعة الجبل، كي يعمل الفرس بها، فاتفق المعزُّ وزوجته على قتله، فوثب عليه قُطُز الذي تسلطن، فضرب عنقه وغلقت القلعة، فركبت حاشية أمطايا، وأحاطوا بالقلعة، فألقوا إليهم رأس أستاذهم، فهربوا.
وفي سنة ثلاث وخمسين: توفي الأمير سيف الدين الصيمري.
وفيها: خرج هولاكو، فقتل الإسماعيلية، وأخذ بلادهم، ثمّ جاء الروم، فهرب سلطانها، فاستولى عليها، ثم أخذ أذربيجان.
وفي سنة خمس: مات الملك المعزُّ صاحب مصر، قتلته زوجتُه، فقتلها مماليكه، وسلطنوا ولده الملكَ المنصور، وجرت وقائع وأمور.
وفي سنة ست: قصد هولاكو بغداد، فخرج إليهم عسكر المسلمين، فانكسروا، ثم أحاطوا ببغداد، فقال الوزير للخليفة: أنا أخرج إليهم لعلّ يقع الصلح، فخرج وتوثق لنفسه، وعمل معهم حيلة، ورجع إلى الخليفة، وقال: إنه قد رغب في أن يزوج ابنته بابنك، وأن تكون الطاعة له كما كانت السلجوقية، ويرحل عنك، فخرج الخليفة في أعيان دولته ليحضروا العقد، فضربت رقاب الجميع، وقتلوا الخليفة، ودخلوا بغداد، وعمل فيها السيف أربعة وثلاثين يوماً، فبلغت القتلى ألف ألف وثمان مئة ألف وزيادة، ثمّ ضرب عنق أميره الأكبر باجو نوين؛ لكونه كاتبَ الخليفةَ، وأرسل إلى صاحب الشام يهدده إن لم يخرب أسوار بلده.