الدنيا، فقال: من فتح بعد العصر إيش يكسب؟ قد لقس الزرع؟ يشير إلى أنه ما حصل له الأمر حتى كبر، وبويع بعدَه لولده المستنصرِ بالله أبي جعفر المنصور، وهو أكبر أخويه، فبايعه جميع إخوته، وبنو عمه، و [كان] عمره خمساً وثلاثين سنة.

وفي سنة أربع وعشرين: كانت وقعة بين خوارزم شاه والتتار، ودخل السلطان جلال الدين أصبهان.

وفيها: مات جنكزخان المغلي، الذي خرَّب البلاد، وقتل الخلائق، وكانت دولته خمساً وعشرين، وتملك بعده ابنُه، وكلُّهم كفرة.

وفيها: توفي سلطان الشام الملكُ المعظمُ شرفُ الدين عيسى، وله ثمان وأربعون سنة.

وفي سنة خمس وعشرين: جاء تقليد بالسلطنة من الكامل لابن أخيه الملك الناصر داود بن المعظم، وقد فرغت هدنة الفرنج، فعاثُوا بالسواحل، وفي آخر العام قدم الكامل، وجاءه أسد الدين صاحب حمص إلى دمشق، فأغلقها الناصر، واستنجد بعمه الأشرف، فقدم من خلاط، فتأخر الكامل عن الحضور، وقال: أنا ما أقاتل أخي، فبلغ الأشرف، فقال للناصر: قد حرد أخي، فالمصلحةُ استعطافُه، فسار إليه إلى القدس، فصار [...] على الناصر لا له، فاتفق الأخوان على ترحيل الناصر عن دمشق، فاستنجد الكامل بالفرنج، فأقبل الإنبرور في جيشه، فأعطاه الكاملُ القدسَ، وشقَّ ذلك على المسلمين، ونفى أهلها في ذلة معه، وخرج الناصر ليتلقى عَمَّيه، فبلغه اتفاقُهم عليه، فغادروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015