خمسة آلاف، واكتبني أنا علي أربعة آلاف، فقال عبد الله: أنا لا أريد هذا، فقال عمر: لا أجتمع أنا وأنت علي خمسة آلاف (?).
وكان عمر -رضي الله عنه- يقسم للناس علي قدر فضلهم؛ من الرجال والنساء والصبيان، ولا يدع أحدًا من الناس.
وبه إلي ابنِ الجوزيّ، أنا المباركُ بنُ عليٍّ، أنا عليُّ بنُ أحمدَ، أنا محمّدُ بنُ محمّدٍ، أنا أحمدُ بنُ جعفرٍ القطيعيُّ، ثنا إبراهيمُ الحربيُّ، ثنا داودُ بنُ عمرٍو، ثنا ابنُ أبي غنيةَ، ثنا سلامةٌ بنُ منيحٍ، قال: قال الأحنفُ بن قيس: وفدْنا إلي عمر بفتح عظيم، فقال: أين نزلتم؟ فقلنا: في مكان كذا، فقام معنا حتى انتهينا إلي مناخ ركابنا، فجعل يتخللها ببصره، ويقول: ألا اتقيتم الله في ركابكم هذه، أما علمتم أن لها عليكم حقًا؟ ألا خلَّيتم عنها فأكلَتْ من نبت الأرض؟ فقلنا: يا أمير المؤمنين! إنا قدمنا بفتح عظيم، فأحببنا التسرعَ إلي أمير المؤمنين والمسلمين بما يسرُّهم. ثم انصرف راجعًا ونحن معه، فلقيه رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين! انطلقْ معي، فأَعْدِني علي فلان، فإنه ظلمني، قال: فرفع الدرةَ، فخفق بها رأسه، وقال: تَدَعون عمرَ وهو معترضٌ لكم، حتى إذا انشغلَ في أمر من أمور المسلمين، أتيتموه، أَعْدِني، أَعْدِني؟! فانصرف الرجل وهو يتذمر، فقال عمر: عليَّ الرجل، فألقي إليه المِخْفَقَة، فقال: أمسكْ، قال: لا، ولكن أَدَعُها لله ولك، قال: ليس ذلكَ لك، إما تدعُها لله وإرادة ما عندَه، أو تَدَعُها