لي، فاعلم ذلك، قال: أدعُها لله، قال: انصرفْ، ثم جاء يمشي حتى دخل منزله ونحن معه، فافتتح الصلاة، فصلَّي ركعتين، ثم جلس فقال: يا بن الخطاب! كنتَ وضيعًا، فرفعك الله، وكنت ضالًا، فهداك الله، وكنت ذليلًا، فأعزّك الله، ثم حملَكَ علي رقاب المسلمين، فجاءك رجلٌ يَستعديك، فضربْتَهُ! ما تقولُ لربك غدًا إذا أتيته؟ فجعل يعاتب نفسَه معاتبةً ظننتُ أنه من خير أهلِ الأرض (?).

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا محمّدُ بنُ أبي منصورٍ، أنا المباركُ بنُ عبدِ الجبار، أنا القاضي أبو الحسين، أنا عمرُ بنُ ثابت، أنا عليُّ بنُ أحمد، ثنا عبدُألله بنُ محمّدٍ القرشيُّ، ثنا محمّدُ بنُ حمادٍ، قال: سمعتُ عبدَ الله بنَ عبدِ المجيد، ثنا عكرمةُ بنُ عمارٍ، أخبرني إياسُ بنُ سلمةَ، عن أبيه، قال: مرَّ عليّ عمرُ بنُ الخطاب وأنا في السوق، وهو مارٌّ في حاجة له، ومعه الدرَّةُ، فقال: هكذا أمِطْ عن الطريق يا سلمةُ، قال: ثم خَفَقَني، فما أصابَ إلا طرفَ ثوبي، فأمطْتُ عن الطريق، فسكتَ عني، حتى كان في العام المقبل، فلقيني في السوق، فقال: يا سلمة! أردتَ الحجَّ العام؟ قلتُ: نعم يا أمير المؤمنين، فأخذَ بيدي، فما فارقَتْ يدُه يدي حتى دخلَ بي بيته، فأخرج كيسًا فيه ست مئة درهم، فقال: يا سلمة! استعنْ بهذه، واعلم أنها من الخَفْقَة التي خَفَقْتُك عامَ أولَ، قلت: يا أمير المؤمنين! ما ذكرتُها حتى ذَكَّرْتنيها، قال: وأنا -والله- ما نسيتُها بعدُ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015