الصراط المستقيم, فليس النجديون بمخطئين في نهيهم عن الزيارة البدعية, وإنما المخطئ الأثيم من أجازها وارتكب ما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - من شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة, فخالف بذلك قول الله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب).

وأما تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإن كان ذلك بما أمر الله به, من طاعته ومحبته واحترامه وتوقيره واتباع أوامره واجتناب نواهيه, فذلك واجب على كل مسلم, وجميع المؤمنين من النجديين وغيرهم على هذا المذهب, وليس أحد من مؤمني أهل نجد يخالف في هذا؛ فضلا عن أن يعتقدوه بدعة وضلالا كما زعم ذلك المصنف كذباً وافتراء عليهم.

وإن كان تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - بما نهى عنه من اللغو فيه وإطرائه كما أطرت النصارى عيسى بن مريم, واتخاذ قبره عيداً والالتجاء إليه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفات كما يفعله كثير من المفتونين بالقبور, فذلك ضلال عن الصراط المستقيم. ومن اعتقد ذلك بدعة وضلالا فهو المصيب, ومن أنكر عليه فهو التائه الضال, والله أعلم.

وأما تسمية المصنف للنجديين بالقرنيين, فمراده أنهم هم قرن الشيطان الذي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بطلوعه. وسيأتي الجواب عن هذا إن شاء الله تعالى عند قوله في صفحة (76): «ولما طلع قرن الشيطان بنجد». والله المستعان؛ وهو حسبنا ونعم الوكيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015