ابن إسحاق بالنظام السنوي في ترتيب الأحداث، وإضافة إلى هؤلاء الشيوخ الكبار فإن ابن إسحاق أخذ كثيرًا عن غيرهم، خاصة من أقارب الرجال والنساء الذين اشتركوا في الحوادث، وسمعوا منهم، وأدوا ما سمعوه لابن إسحاق وغيره، ويستخدم ابن إسحاق منهجًا واضحًا ومحددًا في عرض غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيقدم ملخصًا للمحتويات في المقدمة، ثم يتبع ذلك بخبر جماعي مؤلف من أقوال وروايات أوثق شيوخه، ثم يكمل هذا الخبر الرئيس بالأخبار الفردية التي حصل عليها من مصادر أخرى، وقوائم الأسماء في هذا الجزء من الكتاب كثيرة، ويوردها غالبًا باكتسابها، ففيه قائمة وافية بأسماء الذين اشتركوا في غزوة بدر الكبرى، وقائمة بأسماء الذين استشهدوا من المسلمين، وقائمة بأسماء الذين قتلوا من المشركين، وأخرى بأسماء الأسرى. وقائمة بأسماء قتلى أحد والخندق وخيبر والطائف، وقائمة بأسماء المهاجرين الذين رجعوا من الحبشة مع جعفر ابن أبي طالب -رضي الله عنه.
كيف وصل إلينا كتاب ابن إسحاق؟:
ذكرنا -آنفًا- أننا نرجح أن ابن إسحاق قد كتب كتابه -أو وضع أصوله على الأقل- في المدينة المنورة، وقبل أن يغادرها إلى العراق، وقلنا: إن أحد تلاميذه المدنيين- وهو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف- روى عنه الكتاب، ولكن