كان لابن إسحاق حوالي خمسة عشر تلميذًا آخرين، كلهم رووا كتاب شيخهم، منهم: مسلمة بن الفضل المتوفى عام 191هـ والذي اعتمد عليه الطبري كثيرًا فيما يرويه عن ابن إسحاق، ومنهم: يونس بن بكير المتوفى عام 199هـ، والذي اعتمد على روايته عن ابن إسحاق، كل من الحاكم في المستدرك في الفصل الخاص بالمغازي، وابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة، ويبدو أن كل النسخ التي كتبها تلاميذ ابن إسحاق العراقيون أو كانت عندهم قد ضاعت، أو تلقت ما عدا نسخة واحدة، هي نسخة زياد بن عبد الله البكائي التي كتب لها الخلود على يدي عبد الملك بن هشام. ويبدو كذلك أن الكتاب الأصلي لابن إسحاق ظل مصدرًا للأخذ منه والاعتماد عليه عدة قرون، فرغم سرعة وسعة انتشار ملخص ابن هشام -الذي أخذه من رواية زياد البكائي- لدرجة أن اليعقوبي؛ المتوفى سنة 292هـ قد استخدمه، فإن الكتاب الأصلي ظل متداولًا بعد ذلك طويلًا، إلى وقت ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ؛ فزياد بن عبد الله البكائي هو الذي أسدى إلينا هذه الخدمة الجليلة وحفظ كتاب أستاذه ابن إسحاق وأتاح لابن هشام أن يوصله لنا، فمن حقه علينا أن نعرف به لتعرفه الأجيال.
فهو: زياد بن عبد الله بن الطفيل بن عامر القيسي، البكائي العامري، وكان يكنى