سقيفة بني ساعدة، الذي ناقش فيه الصحابة من المهاجرين والأنصار مسألة الخلافة، والذي انتهوا فيه إلى بيعة أبي بكر الصديق خليفة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حكم الأمة الإسلامية. ولم يكد ابن إسحاق يترك شيئًا من أعمال النبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، بدءًا من تأسيس مسجده والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار -طبعًا جل المؤاخاة كانت بين المهاجرين والأنصار- لكن كانت إلى جانب ذلك مؤاخاة بين مهاجر ومهاجر، ومؤاخاته صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب، وكمؤاخاة عمه حمزة بن عبد المطلب مع مولاه زيد بن حارثة -وهم مهاجرون- إضافة إلى معاهدة المدينة، وهذه الثلاثة -بناء المسجد والمؤاخاة والمعاهدة- يعتبرها المؤرخون أهم أركان وأسس الدولة الإسلامية، التي أقامها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المدينة بعد الهجرة، ثم تنتشر في هذا الجزء من كتاب ابن إسحاق أخبار غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشكل تفصيلي وكل ما يتعلق بذلك من تشريع أخبار وأحكام، كما تنتشر فيه أيضًا أخبار النبي الشخصية؛ خاصة أزواجه وعلاقاته بهن، وهكذا إلى أن وصل إلى مرض ووفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- فعالج كل ذلك بتفصيل وافٍ، والقاعدة الرئيسة هنا هي وجود الإسناد، ومصادر ابن إسحاق في كل ذلك شيوخه المدنيون، وأهمهم محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، وعاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري؛ الذي يدين له