ثالثًا:
إننا نجد من بين تلاميذ محمد بن إسحاق الذين رووا عنه كتاب المغازي، تلميذًا مدنيًّا؛ هو إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، الإمام الحافظ، قاضي المدينة1.
ولم يعرف عنه أنه غادر المدينة إلى العراق وأقام بها إقامة طويلة مكنته من رواية ونسخ كتاب أستاذه. والأقرب إلى المنطق -والحالة هذه- أن يكون إبراهيم بن سعد قد روى عن أستاذه أصول الكتاب، وهو في المدينة، وقبل أن يغادرها إلى العراق. ومن الطبيعي أن يكون محمد بن إسحاق قد حمل معه نسخة من كتابه في رحلته إلى العراق، حيث رواه عنه تلاميذه العراقيون، ومنهم زياد بن عبد الله البكائي، الذي روى عنه عبد الملك بن هشام السيرة ولخصها ونسبت إليه، بل طغت تلك النسبة على صاحب الكتاب الأصلي، وعرفه الناس بسيرة ابن هشام.
رابعًا:
لم يروِ ابن إسحاق في كتابه عن أحد من علماء العراق -وهم كثيرون في ذلك الوقت- إذ يتضح من قائمة الرواة الذين روى عنهم، وذكرهم بأسمائهم بل بأنسابهم، أنه ألف كتابه واستقى مادته