العلمية على أساس الأحاديث والروايات التي جمعها في المدينة خاصة على أساس الأحاديث والمعلومات التي جمعها في مصر -عندما زارها- فقد حرص على الأخذ من علماء مصر؛ خصوصًا أشهرهم يزيد بن أبي حبيب، وسجل ذلك. وبالمقابل لو كان ألف كتابه في العراق، لكان من المحتمل جدًّا أن يجد هناك من العلم ما يستحق أن يضيفه ويسجله في كتابه -كما فعل في مصر- ولكنه لم يفعل، فدل خلو الكتاب من أي ذكر لعلماء العراق على أنه كتب في المدينة المنورة، وقبل أن يغادرها ابن إسحاق إلى العراق، ويلتقي بالخليفة أبي جعفر المنصور ويتلقى منه الأمر بالتأليف. والله أعلم.

محتويات الكتاب:

ذكرنا فيما سبق أن كتاب ابن إسحاق لم يصل إلينا بنصه الأصلي، ولم يطبع حتى الآن -حسب علمنا- وإنما وصل إلينا برواية عبد الملك بن هشام عن رواية زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق.

وابن هشام عندما تناول كتاب ابن إسحاق لم ينقله كما هو، وإنما أجرى فيه تعديلات كثيرة؛ بالحذف تارة، وبالإضافة تارة أخرى -وأحيانًا- بتغيير العبارة. وندع ابن هشام نفسه يوضح لنا صنيعه في الكتاب؛ فهو يقول: "وأنا -إن شاء الله- مبتدئ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015