ويكون هذا السناد أيضًا بحركتين متباعدتين في الثقل؛ كالفتح مع الضم، أو الكسر؛ مثل قول الشاعر من مشطور الرجز:

يا نخل ذات السِّدر والجداول ... تطاولي ما شئت أن تطاولي

فالواو في الجداول مكسورة وفي تطاولي مفتوحة.

وقد فرقوا بين النوعين فجعلوا الأول -وهو الاختلاف بالضم والكسر- أقل قبحًا من الثاني -وهو الاختلاف بالفتح مع الكسر أو الضم- بل إن بعضهم لا يرى في الأول عيبًا.

4- سناد الحذو: وهو اختلاف حركة ما قبل الردف بحركتين متباعدتين في النقل: الفتح والكسر، أو الفتح والضم، ومثاله:

لقد ألج الخباء على جَوَارٍ ... كأنَّ عُيونَهُنَّ عيُونُ عِين

كأني بين خافِيَتَيْ غُرَابٍ ... يُريدُ حمامةً في يومِ غَيْن

فـ: عِين، مكسورة العين، وغين مفتوحة الغين.

5- سناد التوجيه: وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد؛ كقول رؤبة من مشطور الرجز:

وقائم الأعماقِ خاوي الْمُخْتَرَقْ ... ألَّفَ شتَّى ليس بالراعي الحمِق

شذَّابة عنها شَذى الرَّبع السُّحُق

فالراء في: مخترق، مفتوحة، والميم في: الحمق، مكسورة، والحاء في: السحق، مضمومة.

وقيل: إن الإيطاء والتضمين والسناد بجميع أنواعه مباحات للمولدين, ولكننا نرى أن بعضها هَيِّن والآخر غير مقبول.

فالإيطاء لا شك محمول على العي وقلة المادة اللغوية التي هي ضرورية للشاعر، فلا ينبغي أن يدل الشاعر على قلة بضاعته بتكرار لفظ واحد بمعنى واحد في غير فاصل بينهما بسبعة أبيات على الأقل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015