...
بسم الله الرحمن الرحيم
1- تقديم
"أهدى سبيل" من تأليف العلامة محمود مصطفى
نشأ المرحوم الفقيد في بيئة حافلة بكثير من الشخصيات البارزة في العلم والأدب، وفي الورع والتقوى والزهد، فكان لتوجيه أسرته أثر كبير في تكوين ثقافته وشخصيته وهو في نضرة الشباب وبعد أن جاوز عهد الشباب. كان ميلاده في آواخر القرن الميلادي الماضي، وما إن جاوز عهد الطفولة حتى حفظ القرآن الكريم، والتحق بالأزهر ليتزود من الثقافة الدينية بقسط موفور، ثم تركه إلى دار العلوم ليكمل فيها دراسته، وتخرج فيها عام 1912م، وهو في طليعة الخريجين، فعين مدرسًا للغة العربية بمدرسة باب الشعرية التابعة لوزارة المعارف، ثم أخذ يتقلب في وظائف التدريس إلى أن عين ناظرًا لمدرسة المعلمين بمنوف، ثم نقل إلى ميت غمر ناظرًا لمدرسة المعلمين فيها.
وكان قد ذاعت حينئذ شهرته الأدبية، وازداد إنتاجه العلمي، وعرفت فيه البيئات العلمية المختلفة أستاذًا متعمقًا في شتى فروع الدراسات الأدبية، ضليعًا في ما ينشره من بحوث ويخرجه من مؤلفات، ملمًّا بمختلف مصادر الأدب العربي القديمة والحديثة.
وفي عام 1931م أنشئت كليات الأزهر الثلاث، وكانت كلية اللغة العربية إحدى هذه الكليات، واختير للتدريس فيها كثير من أقطاب العلم والأدب واللغة، فكان في طليعة هؤلاء الأساتذة المختارين الأستاذ: محمود مصطفى.