مثل قول النابغة الذبياني:
أمن آل مية رائح أو مغتدى ... عجلان ذا زاد وغير مُزَوَّدِ
زعم البوارح أنَّ رحلتنا غدًا ... وبذاك خَبّرنا الغراب الأسودُ
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتناولته واتقتنا باليدِ
بمخضَّب رَخْصٍ كأن بَنَانَه ... عَنَمٌ يكاد من اللطافة يُعقدُ
وكان النابغة كثيرًا ما يُقوِي في شعره، وقد أراد أهل يثرب أن يدُلُّوه من طرف خفي على خطئه، فأوحوا إلى جارية تغنيه بالأبيات السابقة، وأن تتعمد إظهار الحركات المختلفة بالضم والكسر؛ ففعلت، ففطن النابغة لشعره؛ فأصلح خطأه فجعل عجز البيت الثاني: وبذاك تنعاب الغراب الأسود، وجعل عجز الرابع: عنم على أغصانه لم يعقد، وقال: "وردت يثرب وفي شعري بعض العهدة -العيب- وصدرتُ عنها وأنا أشعر الناس".
ومن الإقواء قول حسان:
لا بأس بالقوم من طول ومن قِصَر ... جسم البغال وأحلام العصافيرِ
كأنهم قَصَبٌ جَفَّتْ أسافِلُهُ ... مُثَقَّبٌ نفخت فيه الأعاصيرُ
4- الإصراف: وهو اختلاف المجرى بالفتح وغيره -الكسر، الضم- فمع الضم مثل قول الشاعر:
أريتك إن منعت كلام يحيى ... أتمنعُني على يحيى البكاءَ
ففي طرفي على يحيى سهاد ... وفي قلبي على يحيى البلاءُ
ومع الكسر:
ألم ترني رددت على ابن ليلى ... منيحتَهُ فَعَجِلْتُ الأداءَ
وقلت لشاته لَمَّا أتتنا ... رماك الله من شاة بداءِ
5- الإكفاء: وهو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج كاللام والنون في قول القائل من مشطور السريع:
بنات وطَّاءٍ على خدِّ الليل ... لا يشكين عملًا ما أنقيَن