ومما يتعلق بحديث القافية ما يجب تجنبه فيها من عيوب احترز منها السابقون وعابوا من خانته ملكته فوقع فيها، كما وقع النابغة الذبياني مما سنذكره في حينه.
وعيوب القافية سبعة:
1- الإيطاء: وهو إعادة كلمة الروي بلفظها ومعناها بدون أن يفصل بين اللفظين سبعة أبيات على الأقل، وقال الخليل: "يتحقق الإيطاء بتكرار الكلمة ولو بلفظها فقط، ومثال الإيطاء قول الشاعر:
وواضع البيت في خرساء مظلمة ... تقيِّد العير لا يسري بها الساري
لا يخفض الزِّرّ عن أرض ألم بها ... ولا يضل على مصباحه الساري
وقد استثنوا من الإيطاء تكرار ما يستلذ ذكره، كاسم الله تعالى، واسم محمد رسوله عليه الصلاة والسلام، واسم محبوبة الشاعر التي يتيم بها.
2- التضمين: وهو تعليق قافية البيت بصدر البيت الذي بعده، وهو نوعان: قبيح، وجائز. فالأول: ما لا يتم الكلام إلا به: كجواب الشرط والقسم، وكالخبر، والفاعل، والصلة. والثاني: ما يتم الكلام بدونه:
كالجار والمجرور، والنعت والاستثناء وغيرها، ومن القبيح قول النابغة:
وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ إني
شهدتُ لهم مواطن صادقات ... شهدن لهم بصدق الودِّ مِنِّي
فخبر إني في البيت الأول هو جملة: شهدت في أول الثاني.
ومن الجائز قول الشاعر:
وما وَجْدُ أعرابية قذفت بها ... صروف النَّوى من حيث لم تَكُ ظنَّت
بأكثرَ مِنِّي لوعةً غير أَنَّنِي ... أُطَامِنُ أحشائي على ما أَجَنَّت
3- الإقواء: وهو اختلاف المجرى -حركة الروى المطلق- بالضم والكسر