المعرفة الثلاث: أي أدوات الوحي والعقل، والحواس لبلورة نموذج "مثل أعلى" جديد تتكامل فيه "غايات" الحياة مع "وسائلها".
والتوصية السابعة، هي أن التربية الإسلامية المنشودة تحتاج أن تتعمق في فقه "المظهر الاجتماعي للعبادة في الإسلام"1، ثم تتمحور حول الدعوة إليه وتتوسع في تطبيقه ليشمل العالم كله دون التزام بقومية من القوميات، أو جنس من الأجناس.
إن جانب القوة الذي مكن للشيوعية حوالي سبعين عاما هو تمحورها الإيدولوجي حول المظهر الاجتماعي للإصلاح، كما إن تنكرها لتطبيق هذه المظهر بعد التمكين، وقيام المعسكر الشيوعي قد أسهم في انفضاض أتباعها وانهيار مؤسساتها. وفي المقابل فإن انتباه الأقطار الرأسمالية للمظهر الاجتماعي، ومعالجته بقوانين الضمان الاجتماعي، وتشريعات العمل قد حال دون انتشار الشيوعية فيها، وأسهم في انتصارها في الحرب البادرة التي دارت بين المعسكرين.
لقد أهملت كل من مؤسسات التربية الإسلامية التقليدية، وحركات الإصلاح والتجديد المظهر الاجتماعي للعبادة، فحصرت الأولى عملها في المظهر الديني، وتربية "فرد" يهيأ لعبور الآخرة منذ الولادة دون عبور بمحطة الدنيا. وتمحورت نشاطات الثانية حول إفراز "قومية دينية" سياسية تدافع عن "قابلية الاستعمار" في مزق الأمة الإسلامية المتوفاة، فكانت "عاقبة" الاثنين أن لم تنجح التربية التقليدية في الحفاظ على "أفرادها"، ولم تفلح حركات الإصلاح في تحقيق أهدافها.
ولكن يجب الانتباه إلى أن التصور الشيوعي لـ"المظهر الاجتماعي" قد حمل في طياته عوامل هدمه وإفشاله، وذلك من خلال مظهري الضعف التاليين: