تتحول "النصرة" إلى نخوة قومية هدفها نصرة من يدور في فلك القوم.
تتحول "الولاية" من الاهتمام بشئون "أمة المؤمنين" إلى الاهتمام بشئون "القوم المهيمنين".
وتغير محتويات عناصر الأمة بهذا الشكل يؤدي إلى تغير مماثل في القيم والفضائل، والأخلاق التي توجه شبكة العلاقات الاجتماعية فتصبح كما يلي:
1- في البيئة الجديدة -بيئة الدوران في فلك أشخاص القوم- تنحسر معاني الرسالة فيحذف من "الأمر بالمعروف" كل ما ينال من إطلاق أيد "أشخاص القوم" "الأقوياء - الأثرياء" ويضيق معنى "النهي عن المنكر" ليسقط منه كل ما ينال من أخطاء "أشخاص القوم" الأقوياء. ويضيق معنى "الإيمان بالله" ليقتصر على المظهر الشعائري للعبادة دون المظهر الاجتماعي الذي يسوي "أشخاص القوم" الأقوياء مع نظائرهم غير الأقوياء والضعفاء.
2- يتبدل سلم القيم في الأمة ليصبح محوره: "القوة فوق الفكرة" الأمر الذي يجعل -أولو الأمر- هم أهل القوة بدل أهل الفكر، وتصبح وظيفة "مؤسسات النصرة" تطبيق الحدود الشرعية لتنفيذ إرادات أهل القوة بدل قيم الرسالة.
3- تنقسم الأمة -من الناحية العملية- إلى عدة أمم قومية، أو شعوبية تتنافس من أجل الهيمنة والاستئثار بمظاهر "الإيواء"، وبذلك تنقسم الأمة إلى سادة يهيمنون على منافع "الإيواء"، وموالي "يجاهدون" من أجل المشاركة في هذه المنافع.
4- تبذر بذور قومية "الجنسية" و"الثقافة" بما فيها القيم والعادات واللغات والفنون، وغير ذلك مما يهيئ لظهور حركات الانفصال والنزعات الإقليمية، ويضغط على حدود "المهجر" الواحد لتفجيره إلى عدد من الأوطان.