بالدرجة التي كان عليها في مرحلة -صحة الأمة، أي أن مؤسسات التربية تتوقف عن إخراج الإنسان الصالح بالصورة التي كان عليها في مرحلة الصحة المشار إليها.

والظاهرة الثانية، هبوط مستوى الحماس للمعرفة والبحث. ولذلك يبدأ التقاعس والميل إلى التقليد. ويكون من نتائج ذلك توقف المؤسسات التربوية والعلمية عن "الهجرات" العقلية والنفسية، أي تتوقف عن التجديد في الفهم والقيم، وتتخلف عن مواكبة الشئون المتجددة التي يطرحها الله في الخلق الجديد المتجدد، وتبذر بذور الآبائية، وتضعف الجاذبية الحضارية، فتتوقف -هجرات العقول الرافدة- المتشوقة للمشاركة في حمل الرسالة، أي يتوقف تجديد شباب الأمة ومواردها البشرية، ويتحول "المهجر" إلى "وطن" مغلق راكد الحركة بسوى ما يكون من تنافس "الأقوام"، وتناطحها بسبب الولاءات

القومية المتباينة.

جـ- اضطراب مستوى التفاعل مع الرسالة "اضطراب شبكة العلاقات الاجتماعية":

في هذا الطور المرضي يصيب الخلل مستوى التفاعل مع الرسالة، أي ممارسة الحياة طبقا لنموذجها بالقدر الذي أصاب الخلل "المثل الأعلى" في الأمة. ويظهر هذا الخلل في اضطراب شبكة العلاقات الاجتماعية، والتطبيقات العملية لعناصر الأمة بمحتوياتها الجديدة. إذ تتشكل كما يلي:

تصبح رابطة "الإيمان بالولاء للقوم" هي المصدر الذي يحدد "جنسيات" الأفراد و"ثقافاتهم".

يتحول "المهجر" إلى "وطن" مغلق يقتصر على المؤمنين برباط الولاء للقوم.

يتحول "الجهاد" إلى بذل أشكال الجهد لرفعة القوم، وتفوقهم على بقية الأقوام في الداخل والخارج.

يقتصر "الإيواء" على من يدور في فلك الولاء للقوم الذين يتسلمون زمام القيادة، ويتفوقون على غيرهم من الأقوام المكونة للأمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015