والأمني والبوليسي، وإغراءات إشباع الحاجات التي يحرم أصحاب العقول الذكية منها في مواطنهم -مواطن العالم الثالث- تاركين خلفهم الأغلبية الساحقة يصارعون لتحقيق أدنى درجات -سلم الحاجات الإنسانية- أو الحاجات الفسيولوجية التي تدور حول الغذاء، والكساء والمأوى والزواج، والذين ينجحون في تأمين الحد الأدنى لأنفسهم، ولأسرهم من الحاجات الفسيولوجية المشار إليها يصبحون أمثلة النجاح والإنجاز، والجدارة للأفراد، والقدوة الحسنة للناشئة.
وخلال الصراع المشار إليه تنهار أخلاق الأفراد وتتقطع روابط الجماعات؛ لأن الإنسان إذا لم يحصل على حاجاته في العيش، والأمن والاحترام والانتماء بالطرق الكريمة العادلة، يصاب باختلال المشاعر والفكر والسلوك، فإما أن يلجأ إلى النفاق والتزلف والغش، والمكيدة والفاحشة للحصول على الحاجات المذكورة، وإما أن يغترب نفسيا ويلجأ إلى العزلة أو الهجرة إلى الخارج، وهذا هو السبب في الاضطراب الأخلاقي والاجتماعي عند الأكثرية السكانية في أقطار العالم الثالث.