أما في المجتمعات الحديثة -التي توصف بالتقدم التكنولوجي- قد لونت هذه الحاجة بفلسفة الدارونية وقصرت -الانتماء- على جنس معين. من البشر وضعت له أوصافا في "اللون" و"الجنس" و"التقدم الاقتصادي والتكنولوجي". فهو الجنس الأبيض، وهو المتقدم، وهو المتحضر.

أما خارج هذه المجتمعات فقد تدخلت لتحديد "جنسيات" العالم الثالث و"هوياتهم" ومستوياتهم الحضارية، ومدى تطورهم التاريخي، وإصدار أحكامها فيما يتعلق بثقافتهم وتراثهم، فهم: شعوب العالم الثالث، وهم البرابرة، وهم مجتمعات التخلف، واستغلت نظم التربية والتوجيه لإشاعة ظواهر "الاغتراب الثقافي والاجتماعي" عند ناشئتهم، وعدم الانتماء عند شبابهم ومثقفيهم، ثم تركتهم فريسة الإحساس بالنقص، والظواهر المرضية في ميادين الاجتماع والأخلاق.

رابعًا: تأمين -الحاجة لتحقيق الذات- للنوع البشري كله -في مقابل- قصر تحقيق الذات على جنس معين من البشر

في أصول التربية الإسلامية توجه تطبيقات سلم الحاجات الإنسانية إلى توفير -الحاجة لتحقيق الذات- لبني البشر كافة من خلال إثبات "جدارتهم" وقدرتهم على "الإنجاز" الفكري والنفسي، والمادي فيما يسهم بحمل رسالة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر إلى العالم كله، وتجسيد هذه الغاية في واقع الحياة يحتاج إلى "جدارات" عالية و"إنتاج ضخم" في ميادين علوم الغايات وعلوم الوسائل وتطبيقاتها.

أما في المجتمعات الحديثة، فإن تطبيق -سلم الحاجات الإنسانية- يقصر الحاجة لتحقيق الذات على جنس معين، كما يقصر ميدان "الجدارة" و"الإنتاج" على عوامل الوسائل، ولا يمتد إلى "علوم الغايات".

أما خارج المجتمعات المتقدمة فإن سياسات هذه المجتمعات تقوم على نهب العقول القادرة على "تحقيق الذات" بوسائل التهجير التربوي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015