الفرعوني الذي كان يقوم على عبادة العجل "أبيس"1. كذلك تأثروا بأخلاق أهل الزراعة فحنوا إلى الراحة، وإلى تقاليد الطعام المصري من البقل والقثاء والبصل والثوم والعدس. وظهرت فيهم أيضا آثار بيئة الاستبداد الفرعوني، وما تفرزه في أخلاق المحكومين من ضعف الإرادة ونكوص عن التضحية وضجر من المسئولية.

ولكن أخطر هذه الآثار التي ظلوا يعانون منها حتى الوقت الحاضر هي تأثرهم بـ"العنصرية" الفرعونية وتطوير "عنصرية" خاصة بهم، وقفت حائلا بينهم وبين الخروج إلى روابط أخوة الرسالة التي يقتضيها الطور الجديد، ثم أبقتهم حبيسي روابط الدم التي تعود إلى الأطوار الماضية بعد أن طلوها بطلاء ديني تحت اسم جديد هو "شعب الله المختار"، ولقد نتج عن ذلك إغلاق باب الانتماء إلى الأمة الجديدة أمام غير ذرياتهم، وتعطيل وظيفة المؤسسات التربوية في الأرض المباركة.

ثم جاء عيسى عليه السلام لإصلاح ما أصاب نواة الأمة الوليدة، ولإخراجها من مفهوم "القوم People" إلى مفهوم "عالمية أمة الرسالة" فاستخلص نفر من الحواريين الذين تخلوا عن مفهوم "شعب الله المختار"، ومضوا في الدعوة إلى -العالمية- بشكل أفراد لا بشكل "أمة". أما بقية الجماعات الإسرائيلية فقد ظلت حبيسة الأغلال، والآثار الاجتماعية والفكرية التي ورثتها عن بيئة الفراعنة وطورها الأحبار الإسرائيليون بعد أن البسوها لباسا توارثيا. ولذلك ناصبوا دعوة عيسى عليه السلام العداء، وتسببوا في مزيد من تمزيق "الأمة" الوليد وانقسامها إلى قسمين رئيسيين أطلقوا عليهما اسم "اليهود"، واسم "النصارى".

وكما فعلت آثار البيئة الفرعونية فعلها في دعوة موسى، كذلك فعلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015