قال الطحاوي: وإن كان إنما ترك أن يرفع بذلك رأسا لأنّ مروان عنده ليس في حال من يجب القبول عن مثله فإنّ خبر شرطي مروان عن بسرة دون خبره هو عنها، فإن كان مروان خبره في نفسه عند عروة غير مقبول فخبر شرطيه إياه عنها كذلك أحرى أن لا يكون مقبولا"

قلت: إن كان مروان وشرطيه غير مقبولان عند عروة فقد ذهب عروة بنفسه إلى بسرة وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان بما قال.

2 - أنّ الزهري لم يسمعه من عروة وإنما سمعه من عبد الله بن أبي بكر أو من أبي بكر بن محمد بن عمرو، وعبد الله بن أبي بكر ليس في حديثه بالمتقن.

والجواب عن ذلك أنّ الرواة اختلفوا فيه على الزهري والأكثرون رووه عنه عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، وفيه تصريح الزهري بالإخبار من عبد الله بن أبي بكر، فقول الأكثرين أولى بالقبول.

ويحتمل أن يكون الزهري قد سمعه من كليهما ففي حديث إسماعيل بن علية وحديث سفيان بن عيينة اللذين تقدما أنّ عبد الله بن أبي بكر وأبا بكر بن محمد بن عمرو قد سمعا هذا الحديث من عروة، على أنّ هذا الاختلاف أهو عن عبد الله أو عن أبيه لا يضر لأنّهما ثقتان.

قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد والعجلي: عبد الله بن أبي بكر ثقة، زاد النسائي: ثبت، وقال أحمد: حديثه شفاء. واحتج به الستة.

وقال ابن معين وابن خراش وغيرهما: أبو بكر بن محمد بن عمرو ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات".

واحتج به الستة.

قال البيهقي في "المعرفة" (1/ 400): ولم يخطر ببالي أن يكون إنسان يدعي معرفة الآثار والرواية ثم يطعن في أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وابنه عبد الله"

3 - أنّ هشام بن عروة لم يسمعه من أبيه وإنّما سمعه من أبي بكر بن محمد فدلس به عن أبيه.

والجواب عن ذلك أنّ هشاما قد صرّح بسماع هذا الحديث من أبيه كما تقدم في رواية يحيى القطان عن هشام، واختلف الرواة عن هشام فرواه أكثرهم عنه عن أبيه، ورواه همام وحده عن هشام عن أبي بكر بن محمد عن عروة، وقد تقدم الجواب عن هذا الاختلاف.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015