وقال مضر بن محمد: سألت يحيى بن معين: أي حديث يصح في مس الذكر؟ فقال يحيى: لولا حديث جاء عن عبد الله بن أبي بكر، لقلت لا يصح فيه شيء، فإنّ مالكا يقول: حدثنا عبد الله بن أبي بكر ثنا عروة ثنا مروان حدثتني بسرة، فهذا حديث صحيح" التمهيد 17/ 192 - الاستذكار 1/ 309
وقال أبو داود: قلت لأحمد: حديث بسرة ليس بصحيح في مسّ الذكر. قال: بل هو صحيح وذلك أنّ مروان حدّثهم ثم جاءهم الرسول عنها بذلك" مسائل أبي داود ص 309
وقال الترمذي: وسألت محمدا عن أحاديث مسّ الذكر فقال: أصح شيء عندي في مس الذكر حديث بسرة ابنة صفوان، والصحيح عن عروة عن مروان عن بسرة" العلل 1/ 156
وذكر ابن السكن حديث بسر فصححه وقال: إن صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسّ الذكر شيء، فحديث بسرة" التمهيد 17/ 193 و 194
وقال ابن الجوزي: إسناده صحيح ومن الممكن أن يقال أنّ عروة حين سمعه من بسرة لم يكن سمعه منها ثم سمعه منها، يدل على هذا أنّ الدارقطني روى في كتابه عن عروة أنه قال بعد أن حدثه مروان: فسألت بسرة بعد ذلك فصدقته" التحقيق 1/ 123
وقال النووي: رواه مالك والثلاثة بأسانيد صحيحة" الخلاصة 1/ 133
وأما الطحاوي فقد ذكر الحديث في "شرح معاني الآثار" وأعله بما يلي: (?)
1 - أنّ عروة حين حدّثه مروان بحديث بسرة لم يرفع بحديثها بأسا لأنّها عنده في حال من لا يؤخذ ذلك عنها.
والجواب عن ذلك أنّ هذه العبارة "لم يرفع بحديثها بأسا" ذكرها الطحاوي في كتابه من طريق عبد الرزاق، وكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" من طريق عبد الرزاق وفيه "فكأنّ عروة لم يرفع لحديثه" أي لحديث مروان.
والحديث في مصنف عبد الرزاق (411) عن معمر عن الزهري عن عروة قال: فذكر الحديث وفيه "فكأنّ عروة لم يقنع بحديثه" أي بحديث مروان. فطلب منه أن يبعث إلى بسرة من يسألها عن هذا الحديث فبعث حرسيا فأخبرته أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك، ثم لم يقنع عروة بذلك حتى ذهب بنفسه وسألها عن هذا الحديث فصدقت مروان.