وإسناده ضعيف لضعف المثنى بن الصباح.
فصل: في ذكر أقوال أهل العلم في تصحيح حديث بسرة والرد على الطحاوي في تضعيفه للحديث.
قد تقدم أنّ الترمذي والدارقطني والبيهقي صححوا الحديث، وكذا ابن خزيمة وابن حبان والحاكم حيث أخرجوه في صحاحهم.
وقال ابن حبان بعد أن أخرجه من طريق مالك: عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه مروان بن الحكم وذووه في شيء من كتبنا, لأنا لا نستحل الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار، وإن وافق ذلك مذهبنا، ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار، وإن خالف ذلك قول أئمتنا.
وأما خبر بسرة الذي ذكرناه، فإنّ عروة سمعه من مروان بن الحكم عن بسرة، فلم يقنعه ذلك حتى بعث مروان شرطيا له إلى بسرة فسألها، ثم أتاهم، فأخبرهم بمثل ما قالت بسرة، فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي عن بسرة، ثم لم يقنعه ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها، فالخبر عن عروة عن بسرة متصل ليس بمنقطع، وصار مروان والشرطي كأنهما عاريتان يسقطان من الإسناد"
قلت: الروايات التي تقدمت تدل على صحة ما قاله ابن حبان، فعروة سمع الحديث من ثلاثة: سمعه من مروان عن بسرة، وسمعه من شرطي مروان عن بسرة، وسمعه من بسرة بدون واسطة.
وقال ابن خزيمة: إنّ عروة قد سمع خبر بسرة منها، لا كما توهم بعض علمائنا أنّ الخبر واه لطعنه في مروان"
وقال الحاكم: حديث ثابت صحيح" الخلافيات 2/ 238
وقال في "المستدرك": نظرنا فإذا القوم الذين أثبتوا سماع عروة من بسرة أكثر، وبعضهم أحفظ من الذين جعلوه عن مروان، إلا أنّ جماعة من الأئمة الحفاظ أيضاً ذكروا فيه مروان، منهم: مالك والثوري ونظراؤهما فظنّ جماعة ممن لم ينعم النظر في هذا الاختلاف أنّ الخبر واه لطعن أئمة الحديث على مروان، فنظرنا فوجدنا جماعة من الثقات الحفاظ رووا هذا عن هشام بن عروة عن أبيه عن مروان عن بسرة، ثم ذكروا في رواياتهم أنّ عروة قال: ثم لقيت بعد ذلك بسرة فحدثتني بالحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حدثني مروان عنها، فدلنا ذلك على صحة الحديث وثبوته على شرط الشيخين وزال عنه الخلاف والشبهة وثبت سماع عروة من بسرة"