بقي وأبو الشيخ في تفسيرهما من طريقه، وكذا سماه الكلبي في "تفسيره" عن أبي صالح عن ابن عباس، وكذا ذكر مقاتل بن سليمان في "تفسيره"، وجزم البغوي وغيره من المفسرين بأنّ هذا الرجل يقال له: رفاعة بن تابوت. واعتمدوا في ذلك على ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير من طريق داود بن أبي هند عن قيس بن حبتر النهشلي قال: كانوا إذا أحرموا لم يأتوا بيتا من قبل بابه ولكن من قبل ظهره، وكانت الحمس تفعله، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حائطا فاتبعه رجل يقال له: رفاعة بن تابوت، ولم يكن من الحمس فذكر القصة. وهذا مرسل والذي قبله أقوى إسنادا، فيجوز أن يحمل على التعدد في القصة إلا أنّ في هذا المرسل نظرا من وجه آخر لأنّ رفاعة بن تابوت معدود في المنافقين، وهو الذي هبت الريح العظيمة لموته كما وقع مبهما في "صحيح مسلم" (2782)، ومفسرا في غيره من حديث جابر، فإنّ لم يحمل على أنهما رجلان توافق اسمهما واسم أبويهما وإلا فكونه قطبة بن عامر أولى، ويؤيده أنّ في مرسل الزهري عند الطبري: فدخل رجل من الأنصار من بني سلمة، وقطبة من بني سلمة بخلاف رفاعة. ويدل على التعدد اختلاف القول في الإنكار على الداخل فإنّ في حديث جابر فقالوا: إنّ قطبة رجل فاجر. وفي مرسل قيس بن حبتر فقالوا: يا رسول الله، نافق رفاعة. لكن ليس بممتنع أن يتعدد القائلون في القصة الواحدة، وقد وقع في حديث ابن عباس عند ابن جرير أنّ القصة وقعت أول ما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وفي إسناده ضعف. وفي مرسل الزهري أنّ ذلك وقع في عمرة الحديبية، وفي مرسل السدي عند الطبري أيضا أنّ ذلك وقع في حجة الوداع، وكأنه أخذه من قوله: كانوا إذا حجوا، لكن وقع في رواية الطبري: كانوا إذا أحرموا، فهذا يتناول الحج والعمرة، والأقرب ما قال الزهري" (?)
حديث جابر يرويه الأعمش واختلف عنه:
- فقال عمار بن رُزَيْق الكوفي: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: فذكره.
والآية هي قوله تعالى {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البَقَرَة: 189].
أخرجه الحاكم (1/ 483) عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا أبو الجواب ثنا عمار بن رُزَيق به.
وقال: صحيح على شرط الشيخين"