قلنا: يجوز أن يقال عصى آدم كما قال تعالى، ولا يجوز أن يقال كان آدم عاصياً، لأنه لا يلزم من جواز إطلاق الفعل جواز إطلاق اسم الفاعل، ألا ترى أنه يجوز أن يقال تبارك ألله ولايجوز أن يقال الله تبارك ونحو ذلك، ويجوز أن يقال تاب الله على آدم ولا يجوز أن يقال الله تائب ونظائره كثيره.
* * *
فإن قيل: أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية لا محل للقياس فيها، ولهذا يقال الله عالم، ولا يقال علامة، وإن كان هذا اللفظ أبلغ في الدلالة على معنى العلم، أما أسماء البشر وصفاتهم فقياسية فلم لا يجرى فيها على القياس المطرد؟
قلنا: هنا القياس ليس بمطرد في كلام البشر أيضاً ألا ترى أنهم قالوا ذره ودعه بمعنى اتركه، وفلان يذر ويدع ولم يقولوا منهما وذر ولا واذر ولا ودع ولا وادع فاستعملوا منهما الأمر والمضارع فقط، ولقائل أن يقول: هذا شاذ في كلام البشر، ونادر فلا يترك لأحجله القياس المطرد بل يجرى على مقتضى القياس.
* * *
فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي) أي عن موعظتى أو ألقرآن فلم يؤمن به ولم يتبعه) (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا) أي حياة في ضيق وشدة. ونحن نرى المعرضين عن