الإيمان والقرآن في أخصب معيشة وأرغدها؟

قلنا: (قال ابن عباس رضى الله عنهما المراد بالمعيشة الضنك) ضنك الحياة في المعصية، وإن كان في رخاء، ونعمة، وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم "أنها عذاب القبر، الثانى: المراد بها عيشة في جهنم في الآخرة، الثالث: أن المراد بها عيشة مع الحرص الشديد على الدنيا وأسبابها، وهذه الآية في مقابلة قوله تعالى في سورة النحل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) فكل ما ذكرناه في تفسير الحياة الطيبة

فضده وارد في المعيشة الضنك.

* * *

فإن قيل: أي كلمة هى الكلمة التى سبقت من الله تعالى فكانت مانعة من تعذيب هذه الأمة في الدنيا عذاب الاستئصال حتى قال تعالى: (وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا) ؟

قلنا: قيل: هى قوله تعالى: (سبقت رحمتى غضبى) ويرد عليه أنه لا اختصاص لهذه الكلمة بهذه الأمة، وقيل: هى قوله تعالى للنبى صلى الله عليه وسلم: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ)

وقيل في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)

يعنى لعالمى أمته بتأخير العذاب عنهم، وفى الآية تقديم وتأخير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015