ولم يذكر اسماعيل مع أنه كان هو الابن الأكبر؟
قلنا: لأن اسحاق وهب له من حرة، واسماعيل من أمة، واسحاق وهب له من عجوز عقيم، فكانت المنة فيه أظهر.
* * *
فإن قيل: كيف قال في وصف القرآن: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ)
وكثير ممن يؤمن بالآخرة من اليهود والنصارى وغيرهم لا يؤمنون به؟
قلنا: معناه والذين يؤمنون بالآخرة إيماناً نافعاً مقبولا هم الذين يؤمنون به، إما تصديقاً به قبل إنزاله كما بشر به موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، أو اتباعاً له بعد إنزاله، والأمر كذلك فإن من لم يصدق موسي وعيسى عليهما الصلاة والسلام في بشارتهما بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، أو كان بعد بعثه ولم يؤمن به فإيمانه بالآخرة غير معتد به ولامعتبر.
* * *
فإن قيل: كيف أفرد قوله تعالى: (أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ)
بالذكر بعد قوله: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) وذلك أيضاً افتراء؟
قلنا: لأن الأول عام والثانى خاص، والمقصود الإنكار فيهما، ولا يلزم من وجود العام وجود الخاص، قلت في هذا الجواب مغالطة لأنه مسلم أنه لا يلزم من وجود العام وجود الخاص، ولكن يلزم من الذم على العام وإنكاره الذم على الخاص، وإنكاره لا محالة، وما نحن