فإن قيل: في قوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) كيف خص بإدراكه لها ولم يقل وهو يدرك كل شيء، مع أنه أبلغ في التمدح؟

فيه من هذا القبيل فالجواب المحقق أن يقال أن هذ الخاص لما كان مخصوصاً بمزيد قبح من بين أنواع الافتراء، خصه بالذكر تنبيهاًعلى مزيد العقاب فيه والاثم.

* * *

فإن قيل: في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... الآية)

ما فائدة قوله: (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)

بعد قوله: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ؟

قلنا: ذكره أولا استدلالا به على نفى الولد، ثم ذكره ثانيا توطئة وتمهداً لقوله تعالى: (فاعبدوه) فإن كونه خالق كل شىء يقتضى تخصيصه بالعبادة والطاعة فكانت الإعادة لفائدة جديدة.

* * *

فإن قيل: في قوله تعالى: (لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ)

كيف خص بإدراكه لها ولم يقل وهو يدرك كل شيء، مع أنه أبلغ في التمدح؟

قلنا: لوجهين أحدهما مراعاة المقابلة اللفظية فإنه نوع من البلاغة.

الثانى: أن هذه الصفة خاصة بينه وبين الأبصار، إنه يدركها بمعنى الاحاطة بها، وهى لا تدركه، فأما غيره فما يدرك الأبصار فهى تدركه أيضاً فلهذا خصها بالذكر.

* * *

فإن قيل: كيف قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا) ولم يقل وهو الذي أنزل إلى مع أن الله تعالى قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015