الله عنه كان يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا. وإن ابن عمر، وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران، ويكبر الناس بتكبيرهما. فالجواب أن يقال: أن سماع أهل المسجد لعمر رضي الله عنه لا يدل على أنه كان يرفع صوته بالتكبير رفعًا منكرًا كما يفعله المتجاوبون في المسجد الحرام، وإنما كان رضي الله عنه جهير الصوت، وكانت قبته إلى جانب المسجد، فكان إذا كبر وهو فيها سمعه أهل المسجد فتنبهوا من غفلتهم وكبروا، وكذلك أهل الأسواق إذا سمعوا تكبير من في المسجد تنبهوا من غفلتهم وكبروا. ومثل ذلك فعل ابن عمر، وأبو هريرة رضي الله عنهما فإنهما كانا إذا مرا في السوق كبرا فتنبه أهل السوق من غفلتهم وكبروا بتكبيرها. ولم يذكر عن عمر وابنه، وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهم كانوا يبالغون في رفع أصواتهم بالتكبير وحاشاهم أن يخالفوا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

«أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا». وأيضًا فإن عمر وابنه، وأبا هريرة رضي الله عنهم كان كل منهم يكبر على حدته، وكذلك كل من سمعهم فإن كلا منهم يكبر على حدته، ولم يكن في فعلهم تلحين وتطريب، ولا اجتمع اثنان منهم فضلاً عن الجماعة على التجاوب به وإخراجه بأصوات عالية متطابقة كما يفعله المغنون، وكما يفعله المتجاوبون في المسجد الحرام. فعمر، وابنه، وأبو هريرة رضي الله عنهم كانوا على طريقة حسنة بخلاف المتجاوبين في المسجد الحرام فإنهم على طريقة مبتدعة، وكل بدعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015