من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من عمل الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. وليس هو من عمل التابعين
وتابعيهم بإحسان، وإنما هو من محدثات الأمور التي حذر منها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته كما في المسند والسنن من حديث العرباض ابن سارية رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة». قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه أيضًا ابن حبان، والحاكم، وقال: ليس له علة، ووافقه الذهبي في تلخيصه. قال ابن الحاج المالكي في المدخل: قد مضت السنة أن كل واحد يكبر لنفسه، ولا يمشي على صوت غيره فإن ذلك من البدع إذ أنه لم ينقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعله، ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده، وفيه خرق حرمة المسجد والمصلى برفع الأصوات والتشويش على من به من العابدين والتالين والذاكرين.
وقال أيضًا: والسنة الماضية أن يكبر عند خروجه إلى المصلى، وأن يجهر بالتكبير فيسمع نفسه ومن يليه، والزيادة على ذلك من البدع إذ أنه لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا ما ذكر، ورفع الصوت بذلك يخرج عن حد السمت والوقار، ولا فرق في ذلك بين الإمام والمؤذن والمأموم، فإن التكبير مشروع في حقهم أجمعين بخلاف المشي على صوت واحد فإنه بدعة؛ لأن المشروع أن يكبر كل إنسان لنفسه، ولا يمشي على صوت غيره انتهى. فإن احتج أحد من المبتدعين الذين أشرنا إليهم، أو احتج لهم غيرهم بأن عمر رضي