قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة فجعلنا لا نصعد شرفًا، ولا نعلو شرفا، ولا نهبط في واد إلا رفعنا أصواتنا بالتكبير، قال: فدنا منا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، إنما تدعون سمعيًا بصيرًا». هذا لفظ البخاري. وفي رواية لهما عن عاصم الأحول عن أبي عثمان عن أبي موسى رضي الله عنه، قال: «لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، أو قال: لما توجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشرفوا على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أربعوا على أنفسكم أنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا، أنكم تدعون سمعيًا قريبًا، وهو معكم». هذا لفظ البخاري. وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أنكر على الذين رفعوا أصواتهم بالتكبير والتهليل، وهم في الفضاء فالإنكار على المتجاوبين بذلك بالأصوات العالية في المسجد الحرام أولى؛ لأنهم قد ضموا إلى رفع الأصوات به بدعة، وهي اجتماع الجماعة على إيقاعه بأصوات متطابقة كما يفعله المغنون.
وضموا إلى ذلك أيضًا تطريبًا وتشويشًا على الحاضرين، وكل من هذه الأفعال غير جائز.
وفي الصحيحين وسنن أبي داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». وفي رواية لأحمد، ومسلم، والبخاري تعليقًا مجزومًا به «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد - أي مردود -». ومن الأعمال المردودة بلا ريب صنيع المتجاوبين بالتكبير بالأصوات العالية المتطابقة؛ لأنه لم يكن