أسرعت العدوة، و (أ) غلظت الوثبة وانتهزت الفرصة، واختطفت ما قدرت عَلَيْهِ من أموالهم اختطاف الذئب الأزل دامية المعزى الهذيلة، وظالعها الكسير [1] فحملت أموالهم إلى الحجاز رحيب الصدر، تحملها غير متأثم من أخذها كأنك- لا أبا لغيرك- إنما حزت لأهلك تراثك عَن أبيك وأمك، سبحان الله أفما تؤمن بالمعاد؟!! (أ) ولا تخاف سوء الحساب؟! أما تعلم أنك تأكل حراما وتشرب حراما؟! أو ما يعظم عليك وعندك أنك تستثمن الإماء [2] وتنكح النساء بأموال اليتامى والأرامل والمجاهدين الَّذِينَ أفاء الله عليهم البلاد!!! فاتق الله وأد أموال القوم، فإنك والله إ (ن) لا تفعل ذَلِكَ ثُمَّ أمكنني الله منك أعذر إِلَيْهِ فيك حَتَّى آخذ الحق وأرده، وأقم الظالم [3] وأنصف المظلوم والسلام.

فكتب إِلَيْهِ عبد الله:

أما بعد فقد بلغني كتابك تعظم عَليّ إصابة المال الَّذِي أصبته من مال البصرة، ولعمري إن حقي فِي بيت المال لأعظم مما أخذت مِنْه والسلام.

فكتب إِلَيْهِ عَليّ عَلَيْهِ السلام:

أما بعد فإن من أعجب العجب تزيين نفسك لك أن لك فِي بيت المال من الحق أكثر مما لرجل من المسلمين، ولقد أفلحت إن كَانَ ادعاؤك ما لا يكون وتمنيك الباطل ينجيك من الإثم، عمرك الله إنك لأنت السعيد إِذَا!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015