وقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا، وصيرتها عطنا، واشتريت مولدات المدينة والطائف، تتخيرهن عَلَى عينك [1] وتعطي فيهن مال غيرك، والله ما أحب أن يكون الَّذِي أخذت من أموالهم لي حلالا أدعه ميراثا [2] فكيف لا أتعجب من اغتباطك بأكله حراما!!! فضحّ رويدا فكأنك قد بلغت المدى، حَيْثُ ينادي المغتر بالحسرة، ويتمنى المفرط التوبة، والظالم الرجعة، وَلاتَ حِينَ مَناصٍ والسلام.
وقد زعم بعض الناس أن عبد الله لَمْ يبرح البصرة حَتَّى صالح الْحَسَن معاوية، وليس ذَلِكَ بثبت، والثبت أَنَّهُ، لِمَا قتل أمير الْمُؤْمِنِين عَليّ عَلَيْهِ السلام كتب إلى الْحَسَن كتابه- الَّذِي نذكره إن شاء الله فِي خبر صلح الْحَسَن ومعاوية- من الحجاز [3] .
«201» قالوا: وَكَانَ من عماله عليه السلام ربعي بن كاس العنبري ولاه سجستان وَكَانَ قد ولا قبله عون بن جعدة (جعد «خ» ظ) فلقيه بهذا [4] اللص فقتله، فطلب عقيل بْن جعدة بدمه فحبس لَهُ وقتل بالمدينة.
وولى عَليّ بن أبي طالب عبيدة السلماني من مراد الفرات، وولى الأشتر نصيبين، وولى عبد الله بن الأهتم كرمان.