الحجاج مالك بْن أسماء فَقَالَ لَهُ: أخبرني عن اللحم الَّذِي أُدخل عليكم من كَانَ أكثركم مِنْهُ أكلًا؟ قَالَ: يزيد بْن المهلب قَالَ: إنه أشجعكم وألأمكم، وكان بين يدي الحجاج قلالُ مُعَلَّقة فَقَالَ: أصلح اللَّه الأمير شربة من ماء عذب، فَقَالَ: ارجع اليوم مكانك، فإذا كَانَ غدًا وليتك حلوان فشربت عذبًا.
المدائني عن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم قَالَ: قَالَ سَعِيد بْن عَمْرو: كنت فِي حبس الحجاج فدعاني ليلًا فَقَالَ: يا سَعِيد كيف أنت إن أطلقتك واستعملتك؟ فَقَالَ: أما الإطلاق فَيَسُرُّني، وأمَّا العمل فلا حاجة لي بِهِ فهو أصارني إلى الحبس. فَقَالَ: ذاك أنك لم تصدق اللَّه، فاصدق اللَّه يصدقك.
المدائني عن حَمَّاد بْن سَلَمة عن الحارث بْن نبهان الجرمي قَالَ: قَالَ الحجاج فِي خطبته: والله لتموتُنَّ ثُمَّ لتبعثُنّ ثُمَّ لتُسئلن حتَّى يصير أهل الجنة إلى الجنة، كأنما كانوا فيها مذ خُلقوا، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما خلقتم للبقاء، غير أنكم تنقلون من دار إلى دار.
وَحَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّد الكلبي عن أَبِيهِ قَالَ: قَالَ الحجاج: إنَّما هَذِهِ العقارب من وذح [1] الشيطان.
الْمَدَائِنِي عَنْ عامَر بْن أَبِي مُحَمَّد قَالَ: قَالَ الحجاج: لو لم يبق من الدنيا إلّا يَوْم واحد لنافَقَ فِيهِ يزيد بْن المهلب، وكان حريصًا عَلَى أن يضع آل المهلب فلم يقدر.